{وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ}: غير الركوب والأكل؛ مِن صُوفٍ ووَبَرٍ وشَعْرٍ وجِلْدٍ ولَبَنٍ ونحو ذلك.
{وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْهَا حَاجَةً فِي صُدُورِكُمْ}: مِن قَطْعِ المسافات البعيدة؛ كما قال: {وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ} النحل: ٧.
{وَعَلَيْهَا}: في البَرِّ.
{وَعَلَى الْفُلْكِ}: في البحر {تُحْمَلُونَ}.
ويتَّصِلُ هذا بالآيات التي مرَّتْ في آيات الوَحْدانِيَّة وأنواع النِّعَم مِن قول اللَّه تعالى: {اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا} غافر: ٦٤، و {جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ} غافر: ٦١، و {خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ} الآية غافر: ٦٧.
* * *
(٨١ - ٨٢) - {وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ (٨١) أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}.
{وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ}: أي: هذه الأشياءَ وغيرَها.
{فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ}: مِن هذه الآيات، الاستفهامُ بمعنى التَّوْبيخ.
وقولُه تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ}: فسَّرْناها في هذه السورة مرَّةً.
{فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}: أي: فما نفَعَهم ولا دَفَعَ عنهم العذابَ كَسْبُهم الأموالَ والرِّجالَ، ونَصْبُهم الآثارَ مِن القُصور والبُيوت والحُصون في الجبال وغيرها.