وقال الأخفش: {وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ}: (مِن) للتوكيد، وهي زائدةٌ (١).
وقال الحسن: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ}: علَّمَه التواضعَ (٢).
وقال السُّدِّي: {فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ}: يعني: بالتوحيد، {وَاسْتَغْفِرُوهُ}: يعني: مِن الشرك (٣).
وقال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: {الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ}: أي: لا يقولون: لا إله إلا اللَّه، محمد رسول اللَّه (٤)، وهي زكاة الأَنْفُس.
وقال الضحاك: أي: لا يُنفقون في الطاعة (٥).
وقال ابن كيسان: لا يرون إيتاءها خيرًا (٦).
* * *
(٩) - {قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ}.
وقولُه تعالى: {قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ}: استفهام بمعنى التَّوْبيخ؛ أي: أتُنْكِرون وحدانية اللَّه تعالى وقد خلَقَ الأرض؟!
(١) انظر: "معاني القرآن" للأخفش (٢/ ٥٠٤).
(٢) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (٨/ ٢٨٦)، والبغوي في "تفسيره" (٧/ ١٦٤).
(٣) وقاله مقاتل في "تفسيره" (٣/ ٧٣٦).
(٤) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٠/ ٣٧٩) ورجحه، والطبراني في "الدعاء" (١٥٣٨)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (٢٠٥)، وذكره الثعلبي في "تفسيره" (٨/ ٢٨٦)، والواحدي في "تفسيره" (٤/ ٢٥)، وليس في المصادر قوله: "محمد رسول اللَّه".
(٥) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (٨/ ٢٨٦)، والبغوي في "تفسيره" (٧/ ١٦٤) عن الضحاك ومقاتل.
(٦) ذكر نحوه الثعلبي في "تفسيره" (٨/ ٢٨٦)، والواحدي في "تفسيره" (٤/ ٢٥)، والبغوي في "تفسيره" (٧/ ١٦٤) عن الحسن وقتادة، بلفظ: ولا يرون إتيانها واجبًا.