{سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ}: قرأ يعقوبُ: {سواءٍ}، بالخفض نعتًا لأربعة أيام؛ أي: مُستَوِياتٍ.
وقرأ أبو جعفر: {سواءٌ}، بالرفع؛ أي: هن سواءٌ؛ أي: مُستوياتٌ.
وقراءةُ العامة: {سَوَاءً}، بالنصب على المصدر، وتقديرُه: استوَتْ استواءً للسائلين (١).
قال قتادة والسُّدِّي: هو سؤالُ الاستخبار (٢).
وقال ابن زيد: هو سؤال الاستعطاءِ؛ أي: الخبر هكذا على الصِّدْق لِمَن سأل، والأقوات مَبذولةٌ على الوجه لِمَن استبدلَ (٣).
* * *
(١١) - {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ}.
وقولُه تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ}: هو مَجازٌ عن إيجاد اللَّه تعالى السماءَ على ما أراد، مِن قول العرب: فعَلَ فلان كذا ثم استوى إلى عمَلِ كذا، يُريدون به أنه أكمَلَ الأول، ثم ابتدأ الثاني، فقرَّرَ اللَّه تعالى هذا في أفهام الخَلْق أنه أكملَ خَلْق الأرض ثم رتَّبَ عليه خَلْق السماء.
ولا يُفْهَم منه ما يُفْهَمُ مِن ترتيب فعل البشر أنَّ الأول ينقضي ثم الثاني يأتي؛ لأنَّ فِعْل اللَّه تعالى أزَلِيٌّ أبَدِيٌّ، لكنْ رتَّبَ ذِكْرَ الأشياء لترتُّبِ ظُهور الآثار في الأعيان.
(١) انظر: "النشر" لابن الجزري (٢/ ٣٦٦).
(٢) رواه عنهما الطبري في "تفسيره" (٢٠/ ٣٨٩)، ولفظه: من سأل عن ذلك وجده كما قال اللَّه تعالى.
(٣) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٠/ ٣٩٠) بلفظ: قدَّر ذلك على قدْر مسائلهم، يعلم ذلك أنه لا يكون من مسائلهم شيء إلا شيء قد علمه قبل أن يكون.