وقيل: أي: وأمرَ أهلَ كلِّ سماء بما أَمَرَ.
والأول على مجازِ قولِه: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا} الآية يس: ٨٢، فذلك على التكوين، فكذا في هذه الآية.
وقيل: الإيحاءُ في الأصل: هو الإلقاء، فكان مَجازًا عن إظهار ما أرادَ في كل سماء.
{وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ}: أي: التي تدنو مِن أهل الأرض.
{بِمَصَابِيحَ}: أي: بسُرُجٍ، وهي النجوم.
{وَحِفْظًا}: أي: وحفِظْناها عن السُّقوط، وقيل: عن استراق السمع بالرُّجوم.
{ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ}: أي: ما ذُكِرَ مِن خَلْق السموات والأرضين وغير ذلك تقديرٌ منه على ما عَلِمَ فيه اتِّصالَه بمصالح عباده ومنافعهم، أمضاه على ما أرادَ؛ لأنه عزيز مَنيع لا يُغالَبُ ولا يُنازَعُ، عليمٌ بالعواقب ومَقادير الأمور وحوائج الخَلْق.
وقال مقاتل بن حَيَّان: نزلت هذه الآيات في أبي جهل وأبي سفيان وعُتْبة وشَيْبة ابنَي ربيعةَ، اجتمعوا في دار أبي طالب، وخاصموا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فأنزل اللَّه تعالى هذه الآيات (١).
* * *
(١٣) - {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ}.
وقولُه تعالى: {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ}: أي: فإنْ تولَّوا عن التوحيد مع قيام هذه الأيام فقل يا محمد: {أَنْذَرْتُكُمْ}؛ أي: خوَّفْتُكم {صَاعِقَةً}؛ أي: عذابًا مُهْلِكًا هائِلًا يُزيلُ العقول قبل زُهوق الرُّوح.
{مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ}: أي: مِثْلَ عذابٍ على هذه الصفة حَلَّ بعاد وثمود.
(١) لم أقف عليه.