وقيل: علَّمه أسماءَ المخلوقات كلِّها في الأرض وفي السماء، ومن الحيوانات والجمادات والمطعومات والمشروبات، وكلَّ نعيمٍ في الجنَّة.
وقال حُميدٌ الشاميُّ: أسماء النجوم (١).
وقال الإمام القشيريُّ: عمومُ قولِه: {الْأَسْمَاءَ} يقتضي الاستغراقَ، واقترانُ قولِه: {كُلَّهَا} يُوجب الشمولَ، فكما علَّمه أسماءَ المخلوقاتِ كلِّها -على ما قال المفسِّرون- علَّمه أسماءَ الحقِّ تعالى، لكن ظهر للملائكة محلُّ اختصاصه في علمِ أسماءِ المخلوقات، وبذلك المقدار بانَ رجحانُه عليهم.
وأمَّا انفرادُه بمعرفةِ أسمائه تعالى، فذلك سِرٌّ لم يَطَّلع عليه ملكٌ، ومَن ليس له رتبةُ مساواة آدمَ في معرفة أسماء المخلوقات، فأيُّ طمعٍ له في مساواته في معرفة أسماءِ اللَّه، وإذا كان تخصيصُه بمعرفة أسماءِ المخلوقات يقتضي أنْ يصحَّ سجودُ الملائكة له، فما الظَّنُّ بتخصيصه بمعرفة أسماِء الحقِّ ما الذي يُوجب له (٢)؟
وقوله تعالى: {ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ}؛ أي: عرض أصحابَ الأسماءِ، وهم: الناس والملائكة والجنُّ والشياطين وغيرُهم، فاجتمع في ذلك مَن يعقل ومَن لا يعقل، فلذلك جُمع بالهاء والميم؛ لأنَّ الاسمَ الشاملَ على جمعِ مَن يَعقل ومَن لا يَعقل على ذلك، وهذا (٣) قراءةُ العامَّة.
وفي قراءة أُبَيِّ بنِ كعبٍ رضي اللَّه عنه: (ثم عرَضها) وهو يرجع إلى الأسماء (٤).
(١) رواه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (١/ ٨٠).
(٢) انظر: "لطائف الإشارات" (١/ ٧٦ - ٧٧).
(٣) في (أ): "وهو".
(٤) انظر: "المختصر في شواذ القراءات" (ص: ١٢).