{أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ}: أي: أخبِروني أيَّ شيءٍ خلَقوا مما في الأرض إنْ كانوا آلهةً كالذي خلَقَ اللَّهُ تعالى؟!
{أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ}: أي: أَلهم نصيبٌ يَدَّعونه في السماوات؛ أي: في خَلْق السماوات.
{ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا}: أي: مِن قَبْل القرآن.
{أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ}: أي: روايةٍ تروونها مِن العلماء والأنبياء.
{إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}: أنَّ اللَّهَ أمرَكم بعبادة الأوثان.
قال عكرمة ومُقاتل: {أَوْ أَثَارَةٍ}: أي: رِوايةٍ عن الأنبياء (١)، وقد أثَرَ الحديثَ يأثُرُه، فهو مأثورٌ.
وقال أبو بكر بنُ عياش: {أَوْ أَثَارَةٍ}: أي: بَقِيَّةِ عِلْمٍ (٢)، وأثَرُ الشَّيءِ: بقيَّتُه.
وقيل: أرادَ بالأَثارة ما كانت العربُ تعرِفُ بعضَ الأشياء به، مِن العِيافة والزَّجْر والخَطِّ والطَّرْق (٣). . . . . . . .
(١) ذكره عنهما الثعلبي في "تفسيره" (٩/ ٦)، والبغوي في "تفسيره" (٧/ ٢٤٩). وانظر قول مقاتل في "تفسيره" (٤/ ١٥)، والواحدي في "الوسيط" (٤/ ١٠٣).
(٢) رواه عنه الطبري في "تفسيره" (٢١/ ١١٥)، وذكره مكي بن أبي طالب في "الهداية" (١١/ ٦٨١١)، والماوردي في "النكت والعيون" (٥/ ٢٧١).
وذكره الثعلبي في "تفسيره" (٩/ ٦)، والبغوي في "تفسيره" (٧/ ٢٤٩) عن الكلبي، وهو قول الفراء كما في "معاني القرآن" (٣/ ٥٠)، وأبي عبيدة كما في "مجاز القرآن" (٢/ ٢١٢).
(٣) العيافة: زجر الطير، وهو أن يرى طائرًا أو غرابًا فيتطير، وإن لم ير شيئًا فقال بالحدس كان عيافة أيضًا.
وقريب منه الزَّجْر: وهو التيمن بسنوح الطير وغيرها، والتشاؤم ببروحها. انظر: "تهذيب اللغة" (٣/ ١٤٧، ١٠/ ٣١٨). =