وصفَ اللَّهُ الملائكةَ بالعلم والحكمة فنالوا بذلك المِدْحة، ونفى إبليسُ الحكمةَ في أمره بالسجدة فاستحقَّ الطردَ واللعنةَ.
وقيل في {الْحَكِيمُ}: هو الذي سوَّى وقدَّر ولا يَنقض حكمَه البشرُ.
وقيل: هو العالِم بعواقب الأمور، والمطَّلع على المكشوف والمستور.
* * *
(٣٣) - {قَالَ يَاآدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ}.
وقوله تعالى: {قَالَ يَاآدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ}:
رويَ أنَّه رُفعَ على منبرٍ وأُمرَ أنْ يُنبِّئ الملائكةَ بأسماء الأشياء، فأنبأهم بها وهم جلوس بين يديه، وقيل: قيامٌ حواليه.
وقال وَهْب: سمَّاها لهم، وهو ما في الأرض (١) مِن الطير والبهائم والبقاع والنبات، وما في البَرِّ وما في البحر، ثم فُتحت له السماواتُ فسمَّى أهلَ كلِّ سماءٍ بأسمائهم.
وقوله تعالى: {فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ}؛ أي: أَخبرهم بها، وعَلموا فضله، وعَرفوا عجزهم.
فقوله تعالى: {قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ} ظاهرُه استفهامٌ ومعناه التقرير؛ أي: قد قلتُ لكم، وهو كقوله: {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير} البقرة: ١٠٦ وكذا كلُّ استفهامٍ
(١) في (أ): "وهو في الأرض كل شيء".