وقال قتادة: هي رمالٌ مُشْرِفةٌ على البحر بالشِّحْر (١) مِن اليمن (٢).
وقال الضحاك: هي جبل بالشام (٣).
وقال الحسن: أرضٌ خلالها رمالٌ (٤).
وقال ابن زيد: الحِقْفُ: الرَّمْلُ كهيئة الجبل (٥).
وقيل: الحِقْفُ: الرَّمْلُ المستطيلُ العظيمُ لا يبلُغُ أنْ يكون جبلًا.
{وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ}: وهذا كلامٌ مُعْتَرِضٌ؛ أي: كما جاء هودٌ عادًا نذيرًا مضتِ الرسُلُ نُذُرًا لقومهم قَبْلَ هودٍ ومِن بعده.
وقيل: فيه إضمار: وقد خلَتِ النُّذُرُ مِن بين يديه، وأنتَ مِن خَلْفهم.
{أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ}: أي: خاطبَهم هودٌ بهذا: أنْ لا تعبُدوا إلا اللَّهَ وحدَه {إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}: إنْ أصرَرْتُم على شرككم.
(١) في (أ): "بالسحر". وفي (ف): "بالشجر"، وهي كذلك في المطبوع من "مصنف عبد الرزاق".
والشِّحْر: هي منطقة على ساحل بحر الهند من ناحية اليمن ما بين عدن وعمان. انظر: "معجم البلدان" (٣/ ٣٢٧).
(٢) رواه عنه عبد الرزاق في "تفسيره" (٢٨٥٥)، والطبري في "تفسيره" (٢١/ ١٥٢)، وذكره الثعلبي في "تفسيره" (٩/ ١٦)، وابن عطية في "المحرر الوجيز" (٥/ ١٠١).
(٣) رواه الطبري في "تفسيره" (٢١/ ١٥١) عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما والضحاك، وذكره الثعلبي في "تفسيره" (٩/ ١٦)، والماوردي في "النكت والعيون" (٥/ ٢٨٢) عن الضحاك.
(٤) لم أقف عليه عن الحسن، ورواه عبد الرزاق في "تفسيره" (٢٨٥٤) عن الكلبي، والطبري في "تفسيره" (٢١/ ١٥٢) عن مجاهد.
(٥) رواه الطبري في "تفسيره" (٢١/ ١٥٣)، وذكره الثعلبي في "تفسيره" (٩/ ١٦)، والماوردي في "تفسيره" (٥/ ٢٨٢)، والبغوي في "تفسيره" (٧/ ٢٦٢).