(١١ - ١٢) - {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ (١١) إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ}.
{ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ}: أي: ذلك المذكور مِن نَصْرِ المؤمنين وسُوء عِقابِ (١) الكافرين إنما هو لأنَّ اللَّهَ ناصِرُ المؤمنين والذَّابُّ عنهم والمُتَوَلِّي لأمورهم، والكافرون ليس لهم ناصِرٌ يُعينُهم ويمنعُهم ويدفعُ العذابَ عنهم، وكذلك في الآخرة حالُ الفريقين.
وقولُه تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ}: هذا لأحد الفريقين. وأما الفريقُ الآخَرُ، فقد قال:
{وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ}: بنعيم الدنيا {وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ}: يَقْضُون الشَّهواتِ، ولا يُفَكِّرون في الآيات، ويختارون الرَّاحات ولا يَتْعَبون بالعبادات، فهُم كالأنعام التي لا عُقولَ لها.
{وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ}: في الآخرة؛ أي: مُقامٌ بدَلَ الجنةِ للمؤمنين.
* * *
(١٣) - {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ}.
{وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً}: أي: كم مِن أهل بَلْدَةٍ {هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً}؛ أي: هُم أقوى {مِنْ قَرْيَتِكَ}؛ أي: مِن أهل بلدتك مكةَ.
{الَّتِي أَخْرَجَتْكَ}: أي: مكَروا بكَ في دار النَّدْوة، وقصَدوا أنْ يُثْبِتُوكَ (٢) أو يَقْتُلوكَ أو يُخْرِجوك، فاضطُرِرْتَ إلى الخروج منها.
(١) في (ر) و (ف): "عواقب".
(٢) في (ر): "يفتنوك".