(٣٤) - {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ}.
وقوله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا} نَظْمُها (١) بما قَبْلها مِن ثلاثة أوجه:
أحدها: أنَّه لمَّا أَظهر فضلَه عليهم بالعلم، أَمرَهم بتعظيمه بسجود التحية.
والثاني: أنَّه كشف بأوَّل هذه الآية ما أُجمل في ختم تلك الآية: (وأعلم ما كنتم تكتمون) وهو قصدُ إبليس.
والثالث: أنَّه عطفٌ على كلِّ ما مَنَّ اللَّهُ علينا بقوله: {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا} إلى أن قال: {خَلَقَ لَكُمْ} وخلق أباكم وفضَّله وعلَّمه وأَمر الملائكة بالسجود له (٢).
وقوله: {لِلْمَلَائِكَةِ}: اختلف فيهم:
قيل: هم ملائكةُ الأرض الذين كانوا مع إبليسَ، طهَّر اللَّهَ تعالى بهم الأرضَ ممَّن أَفسد فيها مِن بني الجانِّ الذين أَفسدوا (٣).
وقيل: هم ملائكةُ السماواتِ السبعِ.
وقيل: كلُّ الملائكة؛ فقد أكَّده بقوله: {أَجْمَعُونَ}.
وقوله تعالى: {اسْجُدُوا} فالسجودُ في اللغة: التَّطامُنُ والانقيادُ، قال سلَامة بنُ جَندلٍ:
(١) في (ف): "نظمًا". وفي هامش (ف): "هذه الآية نظمت بما قبلها من ثلاثة أوجه".
(٢) في (أ) و (ف): "بسجدته".
(٣) "الذين أفسدوا": سقط من (أ) و (ف).