وقولُه تعالى: {فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ}: أي: كصِدْقِ المؤمنين.
{لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ}: أي: أَنْفَعَ لهم في دِينهم ودنياهم.
* * *
(٢٢) - {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ}.
وقولُه تعالى: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ}: أي: فهل تريدون إذا تركتم دِينَ محمد أنْ تعودوا إلى مِثْلِ ما كنتم عليه مِن التَّقاتُل والتَّقاطُع.
وقيل: أي: فلعلَّكم إذا أعرضتُم عن القرآن والإيمان رجعتم إلى الإفساد في الأرض وقَطيعةِ الأرحام؛ أي: تظنُّون أنْ تُهمَلوا في ذلك؛ أي: ليس كذلك.
وقيل: أي: إنْ وُلِّيتُم أَمْرَ هذه الأُمَّةِ.
قال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: قد كان هذا، وهُم بنو أميَّةَ فعَلوا ما ذُكِرَ في الآية (١).
وقيل: إنَّ الآية في المنافقين، تولَّوا عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وسعَوا في الأرض بالفساد.
وقيل: هي في الحَرُوريَّة.
(١) ذكره الماتريدي في "تأويلات أهل السنة" (٩/ ٢٧٩).
وذكره الثعلبي في "تفسيره" (٩/ ٣٥)، والبغوي في "تفسيره" (٧/ ٢٨٧) عن المسيب بن شريك والفراء.
قلت: لم أقف عليه في "معاني القرآن" للفراء.
وقال ابن عاشور في "التحرير والتنوير" (٢٦/ ١١٢): ومنهم من جعلها -أي: الآية- فيما يحدث بين بني أمية وبني هاشم على عادة أهل التشيع والأهواء من تحميل كتاب اللَّه ما لا يتحمله، ومن قصرِ عموماته على بعض ما يراد منها.