{وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ}: هو العَيْبُ والطَّعْنُ مِن باب (دخَلَ) و (ضرَبَ) جميعًا، وقرأ يعقوبُ بضم الميم، والعامَّةُ بالكسر (١).
أي: لا يَعِبْ بعضُكم بعضًا ولا يطعَنُ، وهو كقوله: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} النساء: ٢٩، وقوله: {فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ} النور: ٦١.
وقيل: لا تَعيبوا أهلَ دينِكم، فإنَّ المسلمين كنَفْسٍ واحدةٍ.
{وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ}: النَّبْزُ: التَّلْقِيبُ بتسكين (٢) الباء، والنَّبَزُ: اللَّقَبُ بفتحها، والتَّنابُزُ: التَّداعي بها.
وقال الضحاك: هو كلُّ اسمٍ أو صِفَةٍ يكرَه الرجلُ أنْ يُدْعَى به.
وقال قتادة: أي: لا تقُلْ لأخيكَ المسلمِ: يا فاسِقُ، يا مُنافِقُ (٣).
وقال الحسن: كان اليهوديُّ والنَّصْرانيُّ يُسْلِمُ فيُلَقَّبُ، فيقال: يا يهوديُّ، يا نصرانيُّ، فنُهُوا عن ذلك (٤).
وقال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: أي: لا تَدْعُ أخاك بما يَكْرَه مِن الأسماء، ولكنِ ادْعُه بما يُحِبُّ، فإنَّ ذلكَ أَعْطَفُ لبعضكم على بعض، وأَحَبُّ إلى اللَّه تعالى (٥).
(١) انظر: "النشر" لابن الجزري (٢/ ٢٧٩ - ٢٨٠).
(٢) في (ر): "بسكون".
(٣) رواه عبد الرزاق في "تفسيره" (٢٩٣٣)، والطبري في "تفسيره" (٢١/ ٣٧٠).
وذكره الثعلبي في "تفسيره" (٩/ ٨١) عن قتادة وعكرمة، والواحدي في "البسيط" (٢٠/ ٣٥٧) عن عكرمة والحسن ومجاهد وقتادة.
(٤) رواه عبد الرزاق في "تفسيره" (٢٩٣٤)، والطبري في "تفسيره" (٢١/ ٣٧٠). وذكره الثعلبي في "تفسيره" (٩/ ٨١)، والبغوي في "تفسيره" (٧/ ٣٤٣).
(٥) لم أقف عليه.