{فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ}: مِن الشِّرْكِ والتَّشْبيهِ والتَّكْذيبِ.
{وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ}: أي: وصَلِّ شُكْرًا للَّه، وقيل: بأمرِ ربِّكَ.
{قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ}: صلاةِ الفجرِ.
{وَقَبْلَ الْغُرُوبِ}: أي: غُروبِها: صلاةِ الظُّهر وصلاةِ العَصْرِ.
{وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ}: صلاةِ المغربِ والعشاءِ.
{وَأَدْبَارَ السُّجُودِ}: قرأ نافعٌ وابنُ كثيرٍ وحمزةُ بكسر الألف، وهو الانقضاءُ، وقرأ الباقون بفَتْحِها (١)، وهي جَمْعُ (الدُّبُر)، وهو عَقِيبُ الشَّيءِ.
وقال ابن عباس رضي اللَّه عنهما موقوفًا عليه ومرفوعًا: هو الرَّكعتان بعد المغرب، أكَّدَ اللَّهُ النَّدْبَ إليهما، وهو قولُ عمرَ وعليٍّ والحسنِ بنِ عليٍّ وأبي هريرةَ وعِدَّةٍ مِن التابعين رضي اللَّه عنهم (٢).
والسُّجودُ: هو الصَّلاةُ، سُمِّيَتْ به لأنَّه فيها؛ كما تُسَمَّى تَسْبيحًا لذلك.
وقيل: هو التَّنَفُّلُ بعد كلِّ فرضٍ ورَدَ فيه نَفْلٌ.
وقيل: هو نَفْسُ التَّسْبيحِ بعد الصلوات، يقول: رَوِّحْ قلبَكَ إذا آذَوْكَ بالصلاة للَّه ومُناجاتِه.
* * *
(١) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: ٦٠٧)، و"التيسير" للداني (ص: ٢٠٢).
(٢) رواه الطبري في "تفسيره" (٢١/ ٤٦٩ - ٤٧٢) عن علي، والحسن بن علي، وأبي هريرة، والشعبي، ومجاهد، وإبراهيم النخعي، وابن عباس، وجبير بن نفير، والحسن، والأوزاعي، وقتادة.
وأما رواية ابن عباس رضي اللَّه عنهما مرفوعة، فقد رواها الترمذي (٣٢٧٥)، والطبري في "تفسيره" (٢١/ ٤٧١)، والطبراني في "الأوسط" (٧٤٥٨)، والثعلبي في "تفسيره" (٩/ ١٠٧) بلفظ: "إدبار النجوم الركعتان قبل الفجر، وإدبار السجود الركعتان بعد المغرب".