(٤٢ - ٤٥) - {يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ (٤٢) إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ (٤٣) يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ (٤٤) نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ}.
قولُه تعالى: {يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ}: قال الضَّحَّاكُ: صيحةَ إسرافيلَ صلواتُ اللَّهِ عليه (١).
{بِالْحَقِّ}: أي: بأمر اللَّه الذي هو حَقٌّ.
{ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ}: أي: مِن القُبور.
{إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ}: أي: مَصِيرُهم.
{يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ}: أي: تَصَدَّعُ عنهم فيَخرجون {سِرَاعًا}: إلى دَعْوَةِ المُنادي.
{ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ}: أي: هَيِّنٌ.
قولُه تعالى: {نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ}: أي: بقولِ هؤلاء المشركين مِن تَكْذِيبِكَ، والافتراءِ على ربِّكَ، وإنكارِ البَعْثِ.
{وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ}: أي: بِمُسَلَّطٍ تُجْبِرُهم على الإسلام، إنما عليك الدَّعْوَةُ.
قال الحسن: وما أنتَ عليهم برَبٍّ تُجازيهم على أعمالهم (٢).
وقيل: بفَظٍّ غليظٍ، فأعرِضْ عنهم، ولا تَنْتَقِمْ منهم إلى أنْ تُؤْمَرَ بقتالهم.
{فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ}: خَصَّ الخائفَ به لأنه هو المُنْتَفِعُ به.
واللَّهُ المُوَفِّقُ
(١) هو قول مقاتل كما في "تفسيره" (٤/ ١١٦)، وذكره السمرقندي في "تفسيره" (٣/ ٣٣٩) من غير نسبة.
(٢) ذكره عنه الطوسي في "التبيان" (٩/ ٣٧٦).