وقيل: أَنْكَرَهم؛ لأنَّهم كانوا على غيرِ هَيْئَةِ أهلِ بلَدِه.
وقيل: لأنهم سلَّموا عليه، ولم يكن ذلك مَعْهودًا لهم.
وقرأ حمزةُ والكسائيُّ: {قال: سِلْمٌ} (١)؛ أي: بيني وبينكم سِلْمٌ؛ أي: صُلْحٌ، فلا تُرَوِّعُوني.
* * *
(٢٦ - ٢٩) - {فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ (٢٦) فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ (٢٧) فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ (٢٨) فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ}.
{فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ}: أي: فرجَعَ إليهم في خُفْيَةٍ.
{فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ}: أي: وقد شواهُ.
{فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ}: وها هنا مُضْمَرٌ: فأمسَكوا عن تناوُله {قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ}: أي: فكُلوا، فلم يأكلوا.
{فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً}: أي: أضمَرَ خوفًا؛ إذ لم يَتَحَرَّموا بطعامه، فمَن لم يَتَحَرَّمْ بطعام إنسانٍ لم يَأْمَنْه.
{قَالُوا لَا تَخَفْ}: وقَفوا على خوفِه، فأمَّنوه وأعلَموه أنهم ملائكةٌ.
{وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ}: بولَدٍ ذكَرٍ يصيرُ عالِمًا إذا بلَغَ أوانَه، وهو إسحاقُ عليه السَّلامُ.
{فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ}: أي: زوجتُه سارةُ في صَيْحَةٍ (٢)، وقيل: في رَنَّةٍ تَعَجُّبًا مِن ذلك.
(١) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: ٣٣٧)، و"التيسير" للداني (ص: ١٢٥).
(٢) في (ر) و (ف): "ضجة".