{شَفَاعَتُهُمْ}: جُمِعَ مع سَبْقِ ذِكْرِ الملَكِ وهو واحدٌ؛ لأنَّ (كمْ) للتكثير، فصار جَمْعًا، وليس معناه أنهم يَشْفَعون ولا تَنْفَعُ شفاعتُهم، بل معناه: أنهم لا يَشْفَعون؛ لأنَّه لا يُؤْذَنُ لهم.
قولُه تعالى: {إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ}: أي: مِن الملائكة لِتَشْفَعَ.
وقيل: أي: مِن البشَرِ لِتَشْفَعَ الملائكةُ له.
{وَيَرْضَى}: أي: يرضى بشفاعةٍ مِن الملائكة.
وقيل: يرضى بالشَّفاعةِ له مِن البَشَر.
* * *
(٢٧ - ٢٩) - {إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثَى (٢٧) وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا (٢٨) فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا}.
{إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ}: وهُم مُشْركو العربِ.
{لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثَى}: أي: يقولون: هُم بناتُ اللَّهِ؛ كما تقول عبَدَةُ الأصنامِ في الأصنام.
{وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ}: مِن جِهَةِ رسولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، أو كتابٍ.
{إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ}: ما يُتَخَيَّلُ في ظُنونِهم، لا عن مُشاهدةٍ وخبَرٍ صحيحٍ.
{وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا}: أي: لا ينوبُ الظَّنُّ مَنابَ الحقِّ، ولا ينفَعُ صاحبَه، ولا يُنَزِّلُه مَنْزِلَةَ المُحِقِّ.
{فَأَعْرِضْ}: يا محمد {عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا}: عن كتابِنا ووَعْظِنا، فلم يُصَدِّقْه ولم يَقْبَلْه.