(٤٧ - ٥٤) - {وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (٤٧) أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ (٤٨) قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ (٤٩) لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (٥٠) ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ (٥١) لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ (٥٢) فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (٥٣) فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ}.
{وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (٤٧) أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ}: أي: كانوا ينكرون البعثَ بعدَ الموتِ، استفهامٌ بمعنى النَّفي.
{قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ}: أي: الأمم المتقدِّمة، وهذه الأمَّة {لَمَجْمُوعُونَ} قيل: أي: في الدُّنيا.
وقيل: أي: في القبور. وهذا قول الحسن (١).
{إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ}: عندَ اللَّهِ، وهو يوم القيامة، و {إِلَى} غاية على هذا.
وقيل: {لَمَجْمُوعُونَ}: لمحشورون يومَ القيامة، و {إِلَى} بمعنى اللَّام أو بمعنى (في) على هذا.
قوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ (٥١) لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ}: بدل ما يأكلُه أهل الجنَّة مِن الفواكه ولحوم الطير.
{فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ}: أي: مِن شجر الزَّقوم، وهي جمعُ شجرةٍ، فلذلك أنّث.
{فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ}: أي: على الأكل، وقيل: أي: على الزَّقُّوم {مِنَ الْحَمِيمِ}؛ أي: الماء الحار، إذا جاعوا فاستطعمُوا أُطعِموا الزَّقُّوم، وإذا عطشوا فاستسقَوا سُقوا الحميم.
* * *
(٥٥) - {فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ}.
(١) ذكره الماوردي في "تفسيره" (٩/ ٤٩٨) دون نسبة.