وقال الحسينُ بنُ الفضل: أي: لا يعرفُ تفسيرَه وتأويلَه إلَّا مَن طهَّره اللَّهُ تعالى مِن الشِّركِ والنِّفاقِ (١).
وقال أبو بكر الورَّاقُ: لا يوفَّقُ للعملِ به إلَّا السُّعداء (٢).
* * *
(٨٠ - ٨١) - {تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٨٠) أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ}.
وقوله تعالى: {تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ}: أي: هو مُنزَّلٌ مِن مالكِ الخلائقِ أجمعين.
قوله تعالى: {أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ}: أي: أفبهذا القرآن أنتم كافرون، مدافعون الإيمان به بالعلل الكاذبة مِن غير بيانٍ ولا برهانٍ، بل إلفًا للعادةِ، وإعراضًا عن النَّظر.
والادِّهان: اللِّين والمصانعة.
وقال قطرب: المُدْهِنُ: المصانع (٣).
وقال أبو سعيد: المُدْهِنُ: ذو الوجهَيْن.
وقال الأصمُّ: المُدْهنُ: الذي لا يفعلُ ما يحقُّ عليه، ويدفعُه بالعللِ، طلبًا لمرضاةِ جارٍ أو قريبٍ أو نحو ذلك.
والخطاب لمشركي العرب، ولا يَبعُد أنْ يكون فيهم مَن يجاهر بالكفر، ومنهم مَن يداهن ويعلِّل.
يقول: أفبهذا القرآنِ مع وضوحِ إعجازِه واشتمالِه على أنباءِ الغيبِ تداهنون المؤمنين، وتؤخِّرون الإيمان؟ عجبًا لكم ولمَا تفعلون! استفهامٌ بمعنى التَّوبيخ.
(١) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (٩/ ٢١٩).
(٢) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (٩/ ٢١٩).
(٣) في (ف): "الصانع الحاذق الرقيق اليدين".