(١٤ - ١٥) - {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (١٤) أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.
وقوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ}: {الَّذِينَ تَوَلَّوْا}: هم المنافقون، {قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ}: هم اليهود.
{مَا هُمْ}: أي: المنافقون {مِنْكُمْ} مسلمين {وَلَا مِنْهُمْ}؛ أي: من اليهود، لا يؤمنون بكتاب.
{وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ} للمؤمنين إذا لقُوهم أنَّهم منهم، ولليهود إذا لقوهم أنَّهم منهم.
{وَهُمْ يَعْلَمُونَ} أنَّهم كاذبون؛ لأنَّهم لا يعتقدون إسلامًا ولا يهوديَّة، وهذا نهاية الخبث وسوءِ الدِّيانة.
{أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا}: أي: في النَّار {إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} بذلك استحقُّوها.
* * *
(١٦) - {اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ}.
{اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}: أي: يجتهدون في صدِّ النَّاس عن طاعة اللَّه والإيمان به والجهاد في سبيله بالأراجيف ووجوه التَّخويف، فإذا ظهر ذلك منهم فعوتبوا حلفوا كاذبين أنَّهم ما فعلوا ذلك، يدفعون بها عن أنفسهم ما يتوجَّه عليهم من عقوبات الدُّنيا.
{فَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ}: في الدُّنيا والآخرة، وهو ما قال: {لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ} إلى قوله: {وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا} الأحزاب: ٦١.
وقال السُّدِّيُّ رحمه اللَّه: نزلَتْ في عبد اللَّه بن نَبتل المنافق من بني عَمرو بن