قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ}: أي: يخالفون، وقيل: يعادُون.
{أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ}: لا أذلَّ منهم؛ أي: إلى الذُّلِّ يصير أمرهم: بالسَّبي والقتل في الدُّنيا، وعذاب النَّار في الآخرة.
{كَتَبَ اللَّهُ}: أي: في اللَّوح المحفوظ، وقيل: أي: قضى وقدَّر.
{لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي}: لأنَّ العاقبة المحمودة لهم في الدُّنيا والآخرة، وهم المنصورون بالحجَّة.
{إِنَّ اللَّهَ} تعالى {قَوِيٌّ}: لا يُغلَب {عَزِيزٌ}: لا يمانع (١).
وروي أنَّ المسلمين لَمَّا رأوا ما يُفتَح عليهم من القرى قالوا: واللَّهِ ليفتحَنَّ اللَّهُ علينا الرُّوم وفارس، فقال المنافقون: هيهات، الرُّومُ وفارس ليست كهذه القرى. فنزلَتْ هذه الآية (٢).
* * *
(٢٢) - {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.
وقوله: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ}: أي: مَن خالفَ وعادى اللَّه ورسوله {وَلَوْ كَانُوا}: يرجع إلى مَن، وهو بمعنى الجمع لأنَّه جنس {آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ}:
(١) في (أ): " {قَوِيٌّ عَزِيزٌ} لا يغالب ولا يمانع".
(٢) انظر: "تفسير مقاتل" (٤/ ٢٦٥)، وذكره الثعلبي في "تفسيره" (٩/ ٢٦٤) دون نسبة.