(٥ - ٦) - {ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا (٥) أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ وَإِنْ كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى}.
{ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ}: أي: هذا كلُّه من أوَّل السُّورة إلى هاهنا أمرٌ أمركم اللَّه تعالى به، وأنزله في القرآن على رسوله.
{وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا}: وهذا يعمُّ هذا الأمر وغيره.
وقوله تعالى: {أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ}: أي: أسكنوا المعتدَّات في مساكنكم.
و {مِنْ} للتَّبعيض؛ أي: موضعًا من المواضع التي تسكنونها، فأنفقوا عليهنَّ في العِدَّة.
{مِنْ وُجْدِكُمْ}: أي: من وسعكم وطاقتكم؛ أي: من سَعتكم وغناكم.
والوُجْد والجِدَة، الغنى، والواجدُ: الغنيُّ.
{وَلَا تُضَارُّوهُنَّ}: أي: ولا تؤذوهنَّ؛ أي: في السُّكنى والنَّفقة {لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ}.
{وَإِنْ كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ}: فتنقضيَ عِدَّتهنَّ.
{فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ}: أي: أرضعَتِ المطلَّقات أولادكم.
{فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ}: إذا لم يتطوَّعْنَ بذلك، فإنَّه من النَّفقة، والنَّفقة على الأب.
{وَأْتَمِرُوا}؛ أي: تشاوروا بجميل في حقِّ الصَّبي {بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ}؛ أي: اتَّفقوا فيما بينكم -يعني: الأزواجَ والزَّوجاتِ- بمعروف؛ أي: في أمر الإرضاع على شيءٍ مستحسَنٍ عقلًا وشرعًا.
{وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ}: أي: وإن تضايقْتُم، وهو أن يأبى الرَّجل أن يعطيَ المرأة أجرَ