وقيل: العتوُّ: الخروج إلى فاحش الفساد.
وقيل: هي من مجاوزة الحدِّ في المعصية.
وقال قتادة: هو المخالفة (١).
{وَرُسُلِهِ}؛ أي: عتَتْ عن أمر رسلِه أيضًا.
{فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا}: أي: جازيناها بذنوبها كلِّها في الدُّنيا {وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُكْرًا} في الدُّنيا.
* * *
(٩) - {فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا}.
{فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا} في الدُّنيا {وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا} في الآخرة.
وقيل: {وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُكْرًا}؛ أي: منكرًا غليظًا مستعظمًا كالخسف والقذف والمسخ والغرق والرِّيح العاتية {فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا}؛ أي: قاسَتْ ضرر عصيانها، لم يعاقبْها اللَّه تعالى إلَّا بذنوبها، {وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا}: هلاكًا، وقيل: خسرانًا، حيث باعوا نعيم الآخرة بالعذاب.
* * *
(١٠ - ١١) - {أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فَاتَّقُوا اللَّهَ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا (١٠) رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا}.
(١) روى نحوه الطبري في "تفسيره" (٢٣/ ٧١) عن السدي، ولفظه: ({عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا}: غيرت وعصت)، وعن ابن زيد (٢٣/ ٧٢)، ولفظه: ({عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا}: تركته ولم تقبله).