سورة التحريم
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
بسم اللَّه الذي فرض للمؤمنين تحلَّة أيمانهم، الرحمنِ الذي يعطيهم يومَ القيامة نورًا يسعى بين أيديهم وبأيمانهم، الرحيمِ الذي شرَّفَهم بطاعتهم وإيمانهم.
روى أبيُّ بن كعب رضي اللَّه عنه عن النَّبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أنَّه قال: "مَن قرأَ: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} أعطاه اللَّه تعالى توبة نصوحًا" (١).
وهذه السُّورة مدنيَّة.
وهي اثنتا عشرة آية، ومئتان وتسعُ كلمات، وألفٌ وثمانيةٌ وثمانون حرفًا.
وختمُ تلك السُّورة بثناء اللَّه، وافتتاحُ هذه السُّورة بنداء رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-.
والسُّورتان في ذكر الأزواج والزَّوجات.
وختمُهما في بيان دلائل التَّوحيد، والحثِّ على الإيمان والطَّاعات.
* * *
(١) - {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}.
وقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ}: أي: على نفسك {مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} من ملاذِّ
(١) رواه الثعلبي في "تفسيره" (٩/ ٣٤٣)، والواحدي في "الوسيط" (٤/ ٣١٧)، قال ابن الجوزي في "الموضوعات" (٤/ ٣٤٤): مصنوع بلا شك. وانظر: "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة" للشوكاني (ص: ٢٩٦).