أنَّه قال لحفصةَ: واللَّه لو أمرني رسولُ اللَّهِ بضربِ عنقُكِ لضربْتُ عنقَكِ (١).
وإنْ أريد به الجمعُ فهم خيار المؤمنين، منهم أبو بكر وعمر أبواهما وغيرهما.
{وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ}؛ أي: ظُهَراءُ، وهم الأعوان، وأفرد لأنَّه أُخرِجَ مخرجَ الاسم، كقوله: {وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} النساء: ٦٩، وقوله تعالى: {فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي} الشعراء: ٧٧، وقال الشَّاعر:
إنَّ العواذِلَ ليسَ لي بأميرِ (٢)
روي: أنَّ تظاهرهما عليه كان في التَّحكُّم عليه في النَّفقة.
وقيل: في مارية.
وقيل: في حديث العسل.
وروي: أنَّه آلى منهنَّ شهرًا.
وروي: أنَّه طلَّق حفصة رضي اللَّه عنها.
وعن عمر رضي اللَّه عنه أنَّه قال لها: لو كان في آل الخطَّاب خيرٌ لَمَا طلَّقَكِ رسولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فجاء جبريل فقال: يا محمَّد، إنَّ اللَّه تعالى يقول لك: راجعْها فإنَّها صوَّامة قوَّامة (٣).
(١) ذكره السمعاني في "تفسيره" (٥/ ٤٧٤).
(٢) البيت بلا نسبة في "مجاز القرآن" لأبي عبيدة (٢/ ٢٦١)، و"معاني القرآن" للأخفش (٢/ ٤٦٠)، و"تفسير الثعلبي" (٧/ ٨). وصدره كما في "معاني القرآن" للأخفش:
يا عاذلاتي لا تردن ملامتي
(٣) ذكر أوله الثعلبي في "تفسيره" (٩/ ٣٤٥) بلا نسبة. وهو في "تفسير مقاتل بن سليمان" (٤/ ٣٧٧). وقصة طلاق حفصة وأمره بمراجعتها لأنها صوامة قوامة تقدمت قريبًا في أول سورة الطلاق.