{وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ}: والمحافظة عليها: تركُ تضييعها؛ كأنَّك تحفظُها وهي تحفظُك.
وذكر في الأوَّل: {عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ}:
فقيل: الدَّوام عليها: الاستكثارُ منها، والمحافظة عليها: أن لا تضيع عن مواقيتها.
وقيل: الدَّوام عليها: أداؤها في أوقاتها، والمحافظة عليها: حفظ أركانها وواجباتها وسننها وآدابها.
وقيل: الدَّوام على التَّطوُّعات، والمحافظة على المكتوبات.
* * *
(٣٥ - ٣٨) - {أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ (٣٥) فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ (٣٦) عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ (٣٧) أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ}.
{أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ}: هذا بيان مرجعهم.
{مُكْرَمُونَ}: قال زيد بن أسلم: أي: بثوابٍ لم تره عينٌ، ولا تسمعُ به أذنٌ، ولا يخطر على قلب (١).
وقوله تعالى: {فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ}: قال أبو عبيدة: أي: مسرعين (٢).
(١) في (ر) و (ف): "قلب لبشر". وروى البخاري (٤٧٨٠)، ومسلم (٢٨٢٤)، من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "قال اللَّه عز وجل: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، مصداق ذلك في كتاب اللَّه: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} ".
(٢) انظر: "مجاز القرآن" لأبي عبيدة (٢/ ٢٧٠).