{لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ}: قال الحسن: لا تُبقي شيئًا من اللَّحم والدَّم والشَّعر والبَشَر (١) إلَّا أحرقته، ولا تذر شيئًا من العذاب إلَّا عذَّبتهم به (٢).
وقيل: {لَا تُبْقِي} أحدًا من مستحقِّي العذاب إلَّا أخذته {وَلَا تَذَرُ} شيئًا من أبدانهم إلَّا أحرقته.
وقال مجاهد: لا تحيي ولا تميت (٣).
وقال السُّدِّيُّ: لا تبقي لهم لحمًا، ولا تَذَر لهم عظمًا (٤).
وقيل: لا تبقي مَن فيها حيًّا ولا تذره ميتًا (٥).
{لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ}: أي: هي محرِّقة لأبشارهم؛ أي: لجلودهم إحراقًا يسوِّدها.
وقال الفرَّاء رحمه اللَّه: تسوِّد البشرة بإحراقها (٦).
وقال الأخفش: أي: مغيِّرةٌ، يقال: لاحَتْه الشَّمس ولوَّحته؛ أي: غيَّرَتْ لونَه (٧).
والبشَر: جمع بشرة.
(١) البشر: ظاهر جلد الإنسان.
(٢) ذكر نحوه السمرقندي في "تفسيره" (٣/ ٥١٧) عن الكلبي.
(٣) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٣/ ٤٣٣).
(٤) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (١٠/ ٧٣).
(٥) انظر قول مجاهد.
(٦) انظر: "معاني القرآن" للفراء (٣/ ٢٠٣).
(٧) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٣/ ٤٣٤ - ٤٣٥) عن مجاهد وأبي رزين وزيد بن أسلم وقتادة وابن زيد والضحاك وابن عباس رضي اللَّه عنهما.
وذكره الماوردي في "النكت والعيون" (٦/ ١٤٣) عن مجاهد، وذكر عن الأخفش: أن اللواح شدة العطش، والمعنى أنها معطشة للبشر؛ أي: لأهلها.