{أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ}: قال ابنُ عبَّاس رضي اللَّه عنه عنهما: أي: ضعيف (١).
وقيل: حقير، وهو النُّطفة.
{فَجَعَلْنَاهُ}: أي: الماء {فِي قَرَارٍ مَكِينٍ}: وهو رحم المرأة؛ أي: مقرٍّ يتمكَّن فيه الماء.
{إِلَى قَدَرٍ مَعْلُومٍ}؛ أي: مقدارٍ علمه اللَّه (٢) لكونه فيه.
{فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ} يعني: قدَّرنا -بالتَّشديد- فنِعْمَ المقدِّرون.
بالتَّشديد قرأ نافع وابن عامر (٣)، وهو جمع بين اللُّغتين، حيث قال: {فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ}، وأريد به: تقديرُ خلقه، وجوارحه، ومدَّةِ حمله وحياته.
وقيل: {فَقَدَرْنَا} بالتَّخفيف: مِن القُدْرة.
وقال ابن عبَّاس رضي اللَّه عنهما: فملَكْنا فنِعْمَ المالكون (٤).
{وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ}: فسَّرناه.
* * *
(٢٥ - ٢٨) - {أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا (٢٥) أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا (٢٦) وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا (٢٧) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ}.
= (٩١١٤)، والبيهقي في "البعث والنشور" (٤٦٧) عن ابن مسعود رضي اللَّه عنه. وروي مرفوعًا من حديث أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه، رواه الترمذي (٣١٦٤)، وقال: هذا حديث غريب، لا نعرفه مرفوعًا إلا من حديث ابن لهيعة.
(١) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٣/ ٥٩٤).
(٢) في (ف): "مقدار أعلمه" بدل: "مقدار علم اللَّه".
(٣) انظر: "السبعة في القراءات" لابن مجاهد (ص: ٦٦٦)، و"التيسير" للداني (ص: ٢١٨).
(٤) رواه ابن المنذر عن ابن جريج، كما في "الدر المنثور" للسيوطي (٨/ ٣٨٤)، ورواه الطبري في "تفسيره" (٢٣/ ٥٩٦) عن الضحاك.