وعن ابن عبَّاس أنه قرأ: (كالقَصَرِ) بفتح الصَّاد (١)، جمع قَصَرَة بفتحها، وهي أعناق النَّخل (٢).
{كَأَنَّهُ}: أي: كأنَّ الشَّرَر {جِمَالَتٌ صُفْرٌ}: قرأ حمزة والكسائيُّ وعاصم في رواية حفص: {جِمَالَتٌ} وهي جمع جَمَل، وقرأ الباقون: {جمالات} وهي جمع الجمع (٣).
قوله: {صُفْرٌ} قال أكثر أهل اللُّغة: أي: سُوْدٌ، وكذا رُوي عن الحسن وقتادة (٤).
وسواد الإبل يضرب إلى الصُّفرة، وأنشدوا:
تِلْكَ خَيْلِيْ مِنْهُ وتلْكَ رِكابي... هُنَّ صُفْرٌ أولادُها كالزَّبِيْبِ (٥)
أي: سُوْدٌ.
قالوا: معناه: إنَّ الشَّررَ يرتفِعُ فوقَهم كهيئة القُصور ثمَّ ينحطُّ عليهم كالإبل السُّود.
وعن ابن عبَّاس رضي اللَّه عنهما في رواية: (جُمالات) بضم الجيم (٦). وهي الحبال الغِلاظ.
وعن علي رضي اللَّه عنه أنه قال: هي قطعة النُّحاس (٧).
{وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ}: فسَّرناه.
(١) انظر: "المختصر في شواذ القراءات" لابن خالويه (ص: ١٦٥).
(٢) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٣/ ٦٠٤).
(٣) انظر: "السبعة في القراءات" لابن مجاهد (ص: ٦٦٦)، و"التيسير" للداني (ص: ٢١٨).
(٤) رواه عنهما الطبري في "تفسيره" (٢٣/ ٦٠٦).
(٥) البيت للأعشى. انظر: "ديوانه" (ص: ٢٧).
(٦) وهي قراءة شاذة. انظر: "المحتسب" لابن جني (٢/ ٣٤٧).
(٧) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٣/ ٦٠٨)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (١٠/ ٣٣٩٢) عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما.