وقال مقاتل: فليتسارعِ المتسارعون (١).
وقيل: فليرغب الرَّاغبون، من قولهم: نَفِسْتُ عليه نفاسَةً؛ أي: ضَنِنْتُ به (٢)، من حدِّ (عَلِم).
* * *
(٢٧ - ٣٢) - {وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ (٢٧) عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ (٢٨) إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ (٢٩) وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ (٣٠) وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ (٣١) وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ}.
وقوله تعالى: {وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ}: أي: ومزاج الرَّحيق من عينٍ في الجنَّة تُسمَّى: تسنيمًا؛ من يتسنَّم الجدار؛ أي: يعلوها. قاله السُّدِّي (٣).
وقيل: لأنَّه أعلى أشربة أهل الجنَّة، من السَّنام.
قوله تعالى: {عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ}: أي: المقرَّبون يشربون التَّسنيم صِرْفًا، والأبرار -وهم أصحاب اليمين وهم دونهم- يشربونه ممزوجًا بالرَّحيق.
و {عَيْنًا}: نصبٌ على القطع.
وقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا}: أي: أشركوا {كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ}: في الدُّنيا استهزاء بهم.
{وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ}: أي: يشير بعضهم إلى بعض بالعَيْنِ طعنًا فيهم وعيبًا لهم.
(١) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (١٠/ ١٥٦) عن مقاتل بن حيان.
(٢) في (أ): "حسدت عليه"، وفي (ر): "جهدت"، وفي (ف): "جسدت". والمثبت من "البسيط" و"تفسير الرازي" و"تفسير القرطبي"، جميعا عند هذه الآية.
(٣) لم أقف عليه عن السدي، وروى الطبري في "تفسيره" (٢٤/ ٢٢١) نحوه عن مجاهد والكلبي.