قوله تعالى: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ}: أي: تصدَّعَتْ؛ قيل: لنزول الملائكة، وقيل: للسُّقوط والانتقاض.
{وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا}: قال ابن عبَّاس: أي: سمعَتْ وأطاعَتْ (١). من الأُذُنِ السَّامعة. وهو قول سعيد بن جبير ومجاهد وقتادة (٢).
أي: لا تمتنع ممَّا أرادَ اللَّهُ تعالى بها من ذلك، وهو كما قال تعالى: {فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} فصلت: ١١.
قوله تعالى: {وَحُقَّتْ}: أي: وحُقَّ لها أن تسمع وتطيع لأمر اللَّه تعالى؛ إذ هي مربوبةٌ مصنوعة للَّه تعالى، يُقال: فلان محقوقٌ بكذا، قال الشَّاعر:
لمحقوقةٌ أنْ تستجيبي لِوُدِّهِ وأنْ... تعلَمِي أنَّ المُعانَ مُوفَّق (٣)
قوله تعالى: {وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ}؛ أي: بُسِطَتْ باندكاك جبالها وآكامها، حتى تصيرَ قاعًا صفصفًا.
وقيل: أي: زِيْدَ في سعَتِها لوقوف الخلائقِ عليها للحساب.
{وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ}؛ أي: الكنوزَ والمعادن، وهذا عند قرب السَّاعة.
وقيل: ألقَتْ الأمواتَ، وهذا عند البعث.
{وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ}: فسَّرناه.
وقيل: جوابُ هذا كلِّه محذوف، ويجوز أن يكون ذلك: إذا كانت هذه الأشياء عَلِمَ المكذِّبون بالبعث ضلالهم.
(١) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٤/ ٢٣١).
(٢) رواه عنهم الطبري في "تفسيره" (٢٤/ ٢٣١).
(٣) البيت للأعشى. انظر: "ديوانه" (ص: ١٢٠)، وفيه: "لصوته" بدل "لوده".