والطبقاتُ: الحالات، و {عَنْ}: بمعنى بَعْدَ؛ قال الشَّاعر:
ما زلْتُ أقطعُ منهلًا عن منهلٍ... حتَّى نزلْتُ ببابِ عبدِ الواحد (١)
ووجهه: أن مَن صار عن شيءٍ إلى شيءٍ صار إليه بعده، فصلح (عن) و (بعد)، وله وجوه:
وقال ابن زيد: هما الآخرة بعد الأولى (٢).
وقيل: حالًا بعد حالٍ إلى أن يقع (٣) الاستقرار في الجنَّة أو النَّار.
وقال عكرمة: أحوال الإنسان: رضيع ثم فطيم وكذا وكذا إلى الموت (٤).
وقال الكلبيُّ: حالًا بعد حال، مرَّة يعرفون ومرَّة يجهلون (٥).
وقال عطاء: مرَّة فقرٌ، ومرَّة غنى (٦).
وقال الحسين بن الفضل: {طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ}؛ أي: شدَّةً بعد شدَّةٍ، يقال: وقع فلان في بنات طبق؛ أي: الدَّواهي، وهي البعث، ثم العرض، ثم كذا وكذا (٧).
= (١٠/ ٧٨)، و"التذكرة الحمدونية" (٢/ ٤٣٣).
(١) البيت في "تفسير الرازي" (٣١/ ١٠٣).
(٢) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٤/ ٢٥٤).
(٣) في (أ): "يبقى".
(٤) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٤/ ٢٥٢).
(٥) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (١٠/ ١٦١). وروى البخاري (٤٩٤٠) عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قوله: (حالًا بعد حال، قال: هذا نبيكم -صلى اللَّه عليه وسلم-). قوله: (هذا نبيُّكم -صلى اللَّه عليه وسلم-)؛ أي: الخطابُ له، وهو على قراءة فتح الموحدة. انظر: "فتح الباري" (٨/ ٦٩٨).
(٦) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (١٠/ ١٦١).
(٧) ذكر نحوه الماوردي في "النكت والعيون" (٦/ ٢٣٨)، بلفظ: (شدة بعد شدة، حياة ثم موت ثم بعث ثم جزاء)، ثم قال: روى معناه جابر مرفوعًا. =