-صلى اللَّه عليه وسلم-: "هذا نجمٌ رُمِيَ به، وهو آيةٌ من آياتِ اللَّهِ"، فعجِبَ أبو طالب، فأنزلَ اللَّهُ تعالى: {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ} الآيات (١).
* * *
(٤) - {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ}.
{إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ}: القسَمُ واقعٌ على هذا.
وقرأ عاصم وحمزة وابن عامر: {لَمَّا} مشدَّدة، ومعناه: إلَّا؛ أي: ما كلُّ نفسٍ إلَّا عليها حافظ.
وقيل: {لَمَّا} أصلُه: لمن ما (٢)، واللَّام للتَّأكيد، أو بمعنى إلَّا، و (من) أدغم في (ما).
وقرأ الباقون: {لَمَا} بالتَّخفيف (٣)، وله وجهان:
أحدهما: {إِنْ} للتَّأكيد، والَّلام كذلك.
والثَّاني: {إِنْ} بمعنى: (ما)، والَّلام بمعنى (إلَّا)، وقد مَرَّت نظائره: {إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا} الإسراء: ١٠٨، {إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} الشعراء: ٩٧، {وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ} البقرة: ١٩٨.
(١) ذكره القرطبي في "تفسيره" (٢٢/ ٢٠٢) من طريق أبي صالح عن ابن عباس. وذكره البغوي في "تفسيره" (٨/ ٣٩١) عن الكلبي، وذكره الثعلبي في "تفسيره" (١٠/ ١٧٧ - ١٧٨)، والواحدي في "أسباب النزول" (ص: ٤٥٣). ولعله مما روي من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس، ولا يصح أمثال هذه الروايات.
(٢) في (أ): "لمما" بدل: "لمن ما". وكلمة (من) على هذا القول هي الجارة في قول الفراء يعني: بكسر الميم، والموصولة أو الموصوفة عند غيره يعني بفتح الميم. انظر ما تقدم عند تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ} هود: ١١١.
(٣) انظر: "السبعة في القراءات" لابن مجاهد (ص: ٦٧٨)، و"التسيير" للداني (ص: ٢٢١).