وقرأ نافع: {لا تُسْمَعُ} بتاء التَّأنيث وبضم التَّاء، {لاغيةٌ} وبالرَّفع، على ما لم يُسَمَّ فاعلُه.
والباقون بفتح تاء التَّأنيث، {لَاغِيَةً} بالنَّصب (١)، على أنَّ الفعل للوجوه ظاهرًا، ولأصحابها معنًى.
واللَّاغيةُ: اللَّغو، كالخائنة هي الخيانة، والكاذبة هي (٢) الكذب، وهو كلُّ كلام لا فائدة فيه.
يقول: الجنَّةُ منزَّهةٌ عن جريان اللَّغو فيها بين أهلها؛ لأنَّهم نالوها بالجدِّ والحقِّ، لا باللَّغو والباطل، وكلُّ مجلسٍ من مجالس الدُّنيا يُصان عن هذا، فله جلالُه على غيره.
وقال القتبيُّ ونفطويه: {لَاغِيَةً}؛ أي: قائلةَ لغوٍ (٣).
وقال الأخفش: كلمة لغو (٤).
وقال أبو عبيدة: أي: لغو (٥).
وقال مجاهد: أي: شتم (٦).
وقال قتادة: أي: باطل (٧).
(١) انظر: "السبعة في القراءات" لابن مجاهد (ص: ٦٨١ - ٦٨٢)، و"التيسير" للداني (ص: ٢٢٢).
(٢) في (ر): "من" في الموضعين.
(٣) انظر: "غريب القرآن" لابن قتيبة (ص: ٥٢٥).
(٤) انظر: "معاني القرآن" للأخفش (٢/ ٥٧٧).
(٥) انظر: "مجاز القرآن" لأبي عبيدة (٢/ ٢٩٦).
(٦) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٤/ ٣٣٥).
(٧) رواه عبد الرزاق في "تفسيره" (٣٥٨٧)، والطبري في "تفسيره" (٢٤/ ٣٣٥)، بلفظ: "لا تسمع فيها باطلًا ولا إثمًا".