وقيل: أي: موضوعةٌ بين أيديهم لاستحسانها والتَّلذُّذ بالشُّرب منها.
{وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ}: قال قتادة: أي: وسائد (١).
وقيل: المرافق المصفوفة: الموضوعةُ بعضُها بجنب بعض، كالشَّيء يُجعَل صفًّا، وكالقوم يقومون صفًّا، يتَّكئون عليها.
وواحدتها نُمْرُقة ونمْرِقة بالضَّم والكسر.
{وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ}؛ أي: طنافس متفرِّقة، وهي عبارة عن الكثرة. قاله الفرَّاء (٢).
وقال أبو عبيدة: هي البُسُط (٣). وقال نفطويه كلاهما.
وهي جمع زِرْبِيَة وزِرْبِي (٤).
ذكر أنَّ لهم وسائدَ يتَّكؤون عليها، وطنافسَ وبُسطًا يمشون عليها ويجلسون عليها إذا أحبُّوا، ثم فيها زينة مجالسهم يتلذَّذون بالنَّظر إليها.
* * *
(١٧ - ٢٠) - {أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (١٧) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (١٨) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (١٩) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ}.
وقوله تعالى: {أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (١٧) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (١٨) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (١٩) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ}: أي: بُسِطَتْ.
(١) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٤/ ٣٣٧).
(٢) انظر: "معاني القرآن" للفراء (٣/ ٢٥٨).
(٣) انظر: "مجاز القرآن" لأبي عبيدة (٢/ ٢٩٦).
(٤) مثلثة الزاي كما ذكر ابن الأثير في "النهاية في غريب الحديث" (مادة: زرب).