{فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ}: أي: لم يعمل ما به يَتجاوَزُ العقبة.
وقيل: أي: أفلا (١) اقتحم العقبة؛ أي: هلَّا أنفَق مالَه فيما فيه اقتحامُ العقبة؟
وحذف حرف الاستفهام، كما قال امرؤ القيس:
تروحُ مِنَ الحيِّ أمْ تَبْتَكِرْ... وماذا عليْكَ بأنْ تَنْتَظِرْ (٢)
قال الحسن: عقبةٌ واللَّهِ شديدةٌ، يريد الرَّجل أن يجاهد نفسَه وهواه والشَّيطان (٣).
وقال ابن عبَّاس رضي اللَّه عنهما: هي عقبة بين الجنَّة والنَّار (٤).
وقال كعب الأحبار: هي سبعون دركًا في جهنَّم (٥).
وقال مجاهد: {الْعَقَبَةَ}: عقاب جهنم (٦).
وقال الضَّحَّاك: هو الصِّراط (٧).
وقيل: هو كقوله: {سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا} المدثر: ١٧.
(١) في (أ) و (ر): "فلا"، وسقطت الجملة من (ف)، والصواب المثبت. انظر: "تفسير الثعلبي" (١٠/ ٢١٠)، و"تفسير القرطبي" (٢٢/ ٢٩٨).
(٢) انظر: "ديوان امرئ القيس" (ص: ١٠٥).
(٣) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (١٠/ ٢١٠).
(٤) رواه عبد بن حميد، كما في "الدر المنثور" للسيوطي (٨/ ٥٢٣). وذكره الواحدي في "البسيط" (٢٤/ ٢٤) عن الكلبي. وانظر: "تنوير المقباس" للفيروزابادي (ص: ٥١١).
(٥) رواه ابن وهب في "جامعه - التفسير" (١/ ١١٧)، والطبري في "تفسيره" (٢٤/ ٤٢١).
(٦) رواه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (١٠/ ٣٤٣٤) عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما بلفظ: "العقبة: النار". ورواه الطبري في "تفسيره" (٢٤/ ٤٢٠) عن الحسن بلفظ: "عقبة في جهنم"، وفي رواية: "العقبة: جهنم".
(٧) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (١٠/ ٢١٠) عن مجاهد والضحاك والكلبي.