الدرجة، لكن اهتمامَهم بذلك وخجلَهم بورود العتاب عليهم في ذلك يُورد عليهم هذه المشقَّة.
وقيل: معناه: عصمناك من الوِزر الذي لولا عصمتُنا ووقعْتَ فيه لأَنقض ظهرك.
وقيل: معنى {وضعنا عنك وزرك}؛ أي: حِمْلك، وهو الهمُّ الذي أصاب قلبه -وذلك حملٌ ثقيل- بالخروج من مكة.
وقيل: هو همُّ (١) تبليغ الوحي إلى كلِّ الخلق، ووضعُه: رفعه عن قلبه وتسهيلُه على طبعه.
وقوله تعالى: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}: أي: ذكَرناك للرسل في كتبهم، ولك المقامُ المحمود ودرجةُ الوسيلةِ والفضيلة على كلِّ البرية.
وقيل: أي: قَرنتُ ذكرَك بذكري، فلا أُذْكر إلا ذُكِرْتَ معي في الشهادة والأذان والإقامة والتشهُّد والخطبة، وقد كُتب ذلك مجموعًا على ساق العرش، وجبهةِ الشمس والقمر، وأبوابِ الجنة وأوراقِ أشجارها وملابسِ أهلها، وكذا وكذا.
* * *
(٥ - ٦) - {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (٥) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}.
وقوله تعالى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (٥) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}: عرَّف العسرَ بالألف واللام، وكرَّر قوله: {يُسْرًا} منكَّرًا فدلَّ أنهما يسران؛ إذ لو كان الثاني هو الأولَ لعرَّفه؛ لأن النكرة إذا أُعيدت عرِّفت، قال اللَّه تعالى: {كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا (١٥) فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ} المزمل: ١٥ - ١٦، {لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ} النور: ١٣.
(١) في (ر): "هي هم"، وكلمة "هو" ليست في (أ)، وكلمة "هم" ليست في (ف).