وقال ابن عباس: الهمزة: الطعان، واللمزة: المغتاب (١).
وقال الكلبي: الهمزة باللسان، واللمزة بالعين.
وقال مجاهد: الهمزة بالعين واليدين، واللمزة باللسان (٢).
وقال قتادة: الهمزة: الذي يأكل لحوم الناس، واللمزة: الذي يطعن عليهم (٣).
وقال أبو العالية: الهمزة: الذي يهمز في الوجه، واللمزة: الذي يَلمز من خلفٍ (٤).
والفُعَلة بضم الفاء وفتح العين هو نعتُ المبالغة للفاعل، وبتسكين العين للمفعول؛ كالضُّحَكة والضُّحْكة، واللُّعَبة واللُّعْبة، والهُزَأة والهُزْأة.
وعن أبي الجوزاء قال: قلت لابن عباس: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ} مَن هؤلاء الذين هدَّدهم اللَّه تعالى بالويل؟ فقال: هم المشَّاؤون بالنميمة، المفرِّقون بين الأحبة، الباغون البُرآءَ العنت (٥).
وعن ابن عباس: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ} (٦) نزلت في الأخنس بن شَرِيقٍ الثَّقَفيِّ، كان يقع في الناس ويغتابهم مقبلين ومدبرين (٧).
(١) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٤/ ٦١٨).
(٢) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٤/ ٦١٨) بلفظ: (الهمزة باليد واللمزة باللسان).
(٣) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٤/ ٦١٨). ووقع في (أ) و (ف): "يلعن عليهم"، وفي (ر): "يعيب عليهم"، والمثبت موافق لما في الطبري، ولفظه: (الطعان عليهم).
(٤) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٤/ ٦١٨).
(٥) رواه وكيع في "الزهد" (٤٤٧)، وهناد في "الزهد" (١٢١٤)، والطبري في "تفسيره" (٢٤/ ٦١٦ - ٦١٧). ووقع عند الطبري: (العيب) بدل: "العنت". وروى الإمام أحمد في "المسند" (٢٧٥٩٩)، والبخاري في "الأدب المفرد" (٣٢٣)، من حديث أسماء بنت يزيد رضي اللَّه عنها مرفوعا: "شرار عباد اللَّه المشاؤون. . . " الحديث.
(٦) في (أ) و (ف): "وعن ابن عباس أنه قال".
(٧) ذكره عنه السمعاني في "تفسيره" (٦/ ٢٨٠)، وابن الجوزي في "زاد المسير" (٤/ ٤٨٨) (ط: دار =