له -وهو قوله تعالى: {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (٣) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} - ما يستحقُّه من صفات الألوهية والربوبية، ومن أجل عظيم شأن هذه الكلمات الموجودة في هذه السورة صارت من أشرف سور القرآن في توحيد اللَّه وتمجيده، ولذلك سميت سورة الإخلاص، كلُّ هذا كلام أبي زيد.
* * *
(٣ - ٤) - {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (٣) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ}.
وقوله تعالى: {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ}: أي: لم يلد أحدًا ولم يلده أحدٌ، نفى بهذا عن نفسه صفات المخلوقين من الحدوث وحلولِ الأعراض فيه.
{وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ}: أي: نظيرًا أو شبيهًا.
قرأ حمزة ونافع في روايةٍ بسكون الفاء مهموزًا، وقرأ عاصم في رواية حفص: {كُفُوًا} مثقَّلًا (١) غيرَ مهموز، وقرأ الباقون بضم الفاء مهموزًا (٢)، وهي لغاتٌ، والمكافأة بالهمز وغيرِ الهمز: المساواة.
وقيل: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ}؛ أي: صاحبةً.
وقيل: لم يكافِئْه بنعمته (٣) أحد.
وقيل: الكفار كلُّهم يرجعون في الحاصل إلى ثلاثة أشياء: التعطيلِ والإشراكِ
(١) "مثقلا" ليست في (أ). ويعني بالتثقيل ضم الفاء، كما يشار بالتخفيف للتسكين.
(٢) انظر: "السبعة" (ص: ٧٠١ - ٧٠٢)، و"التيسير" (ص: ٢٢٦). وفيهما القراءة بسكون الفاء مع الهمز عن حمزة فقط، وهذا في الوصل، فإذا وقف أبدل الهمزة واوًا مفتوحة اتِّباعًا للخط.
(٣) في (أ): "لنعمه".