والذِّلَّةُ: فرضُ الجزية عليهم في قول الحسن وقتادة (١).
والمسكنةُ: الفاقة، في قول أبي العالية، وفقر النَّفس، في قول السُّدِّيِّ (٢).
وقيل: هي التَّعبُ والمشقَّةُ في تحصيلِ هذه الأشياء التي سألوها.
وقيل: الذِّلَّةُ: الشُّحُّ، والمسكنةُ: الحرص.
وقيل: هذا ما أوعدَهم اللَّهُ تعالى به في قوله تعالى: {لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ} الأعراف: ١٦٧، وهو نبيُّنا المصطفى عليه السلام، فأجلى بني النَّضير، وقتلَ بني قريظة، ووقعوا بالشَّام، فضُرِبَت عليهم الجزية (٣).
والمسكَنةُ مفعلةٌ مِن السُّكون (٤) هي الفقرُ الذي يَسكنُه عن الحركاتِ في التَّصرُّفات، ويقال: تَسكَّن وتمسكن، كما يُقال: تَدَرَّعَ وتَمَدْرَعَ، وهذا أسكنُ مِن فلانٍ؛ أي: أشدُّ مسكنةً (٥)؛ لأنَّ الميمَ زائدةٌ، فيجوزُ إسقاطُها في الأفعل.
وقيل: المسكنةُ: فقرُ النَّفس، ولا يوجدُ يهوديٌّ موسِرٌ أو (٦) معسرٌ غنيَّ النَّفس، تاركًا لما يدلُّ على مسكنتِه وخشوعِه وفقرِ نفسِه.
وقوله: {وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ} قيل (٧): احتملوه، وقيل: انصرفوا عنه، وقيل:
(١) رواه قولهما الطبري (٢/ ٢٦).
(٢) أخرج قوليهما الطبري (٢/ ٢٧)، ونقل المصنف هذه الأقوال عن "النكت والعيون" للماوردي (١/ ١٢٩).
(٣) في (ف): "الذلة".
(٤) بعدها في (أ): "فالمسكنة".
(٥) بعدها في (ر): "منه".
(٦) في (ر) و (ف): "ولا".
(٧) في (أ): "أي".