وتُفرِحُ قلبَه؛ لتمام خلقِها، وفقوعِ لونِها، ولطافةِ قرونها وأظلافِها. والمسرَّةُ: لذَّةٌ في القلب عند توقُّع النَّفعِ.
* * *
(٧٠) - {قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ}.
وقولُه تعالى: {قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ} طلبوا تمامَ الكشفِ ببيان الوصفِ بعد السُّؤال عن السِّنِّ (١) واللَّون.
وقوله: {إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ} البقرُ جمعُ بَقَرة، كالشَّجر جمع شجرة، والهاءُ للتَّوحيد، والحذفُ دلالةُ الجمع باسم الجنس، و {تَشَابَهَ} بمعنى: اشتبهَ وخفيَ، وأراد به: خفيت واشتبهت؛ لأنَّها جمعٌ، وذكَّر ووحَّدَ على ظاهرِ اللَّفظ، ويجوزُ التَّأنيثُ على المعنى في غير القرآن، فأمَّا في الآية فلا وجهَ للتغيير.
وقيل: معناه أنَّ جنسَ البقرِ تشابهَ علينا.
وقُرِئ: "تَشَابهُ علينا" (٢) برفع الآخِرِ على الاستقبال، وقد سقطت إحدى التاءين تخفيفًا، كما في قوله: {تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ} الملك: ٨، وقُرِئ "تَشَّابه" بتشديد الشِّين (٣) لإدغامِ إحدى التَّاءين في الأخرى.
(١) في (أ): "العين".
(٢) هي قراءة الحسن كما في "مختصر في شواذ القرآن" لابن خالويه (ص: ١٤)، و"تفسير الثعلبي" (١/ ٢١٨).
(٣) نسبها النحاسُ في "إعراب القرآن" (١/ ٢٣٦) للحسن، وابنُ خالويه في "مختصره" (ص: ١٤) لابن مسعود، والثعلبيُّ في "تفسيره" (١/ ٢١٨) للأعرج.