تَعرُّفِ ما يُفيدُهم العلمَ، كقولك للرجل: ألَا تفعلُ كذا؟ وهو لا يفعلُه (١)؛ تحرضه (٢) على أن (٣) يفعلَه.
والإسرارُ: الإخفاء، والاستسرار (٤): الاختفاء، والإعلان: الإظهار، والعُلُون والعلانيةُ والاستعلان: الظهور، والعَلَنُ نقيضُ السِّرِّ.
* * *
(٧٨) - {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ}.
وقوله تعالى: {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ}؛ أي: ومن اليهود أمِّيُّون؛ أي: قومٌ لا يَكتبون ولا يقرؤون مِن كتابٍ، سُمِّيَ الأُمِّيُّ به؛ لأنَّه على الخِلقةِ التي ولدتهُ الأمُّ عليها، وهي عدمُ الكتابة والقراءة مِن الكتاب.
وقيل: هو منسوبٌ إلى الأم، والأمُّ مِن النساء، والغالبُ فيهنَّ عدمُ الكتابة والقراءة منها.
وقيل (٥): منسوبٌ إلى الأمِّ الذي هو الأصل، والأصلُ هذا أيضًا، فإنَّ الكتابة تكون بالتعلُّم لا بالخلقة.
وقيل (٦): منسوبٌ إلى الأُمَّة، وهي جمهور العامَّة، والأصلُ فيهم هذا أيضًا.
فأمَّا تسميةُ العرب أمِّيِّين فلأنَّ الأصلَ فيهم عدمُ الكتابة، وهي في بعضهم
(١) في (أ): "يعرفه".
(٢) في (ر): "تحريضًا".
(٣) بعدها في (أ) و (ف): "لا".
(٤) في (أ): "والاستسراء" وفي (ف): "الاستسرار".
(٥) بعدها في (أ): "هو".
(٦) بعدها في (أ): "هو".