مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ} الرعد: ١١، وهذا مِن صفاتِ الملائكة، مَلَكٌ معقِّب، وملائكة معقِّبَة بالجمع (١) بالهاء، ثمَّ معقِّبات جمعُ الجمعِ.
وقوله تعالى: {قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ}؛ أي: قل يا محمد لهم: أتَّخذتم هذا؟ ألفُ الاستفهام بمعنى التوبيخ، والألف المجتلبة ذهبت بالإدراج، وهذه الألفُ المقطوعة ألفُ الاستفهام، وهو كقوله: {أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ} الصافات: ١٥٣، ومعناه: أخذتُم (٢) مِن اللَّه وثيقةً لكم أنَّه لا يُعذِّبكُم أكثرَ مِن هذه المدَّة؟ فلن يخلفَ اللَّهُ وعدَه (٣)، وهو قول قتادة (٤).
وقيل: معناه: هل قلتم: لا إله إلَّا اللَّه؟ فلن يخلفَ اللَّه وعده (٥) في حقِّ مَن قال ذلك (٦).
والعهدُ بمعنى الوعد، قال تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ} التوبة: ٧٥، ثمَّ قال {بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ} التوبة: ٧٧.
وقال ابنُ عباس رضي اللَّه عنهما والضحَّاك: معناه: هل آمنتم باللَّه؟
وقد بيَّنَّا وجوهَ العهد لغةً وشرعًا في قوله تعالى: {الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ}.
وقال الإمام أبو منصور رحمه اللَّه: لهذا وجهان:
(١) في (أ): "فيجمع".
(٢) في (أ): "أتخذتم".
(٣) في (ر): "عهده".
(٤) رواه الطبري في "تفسيره" (٢/ ١٧٦ - ١٧٧) بنحوه، وانظر: "التفسير البسيط" للواحدي (٣/ ٩٥).
(٥) في (ر): "عهده".
(٦) هو قول ابن عباس، رواه عنه الطبري في "تفسيره" (٢/ ١٧٧).