وقال أبو العالية والرَّبيع: هما جميعًا للأخلاف؛ أي: أنتم تقرُّون بأنَّ هذا العهد كان مع (١) أسلافِكم، وتَشهدون أنَّه حقٌّ وأنهم نقضوه (٢).
* * *
(٨٥) - {ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}.
وقوله تعالى: {ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} {هَؤُلَاءِ} بمعنى الذين، كقوله تعالى: {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَامُوسَى} (٣) طه: ١٧؛ أي: وما التي.
وقيل: معناه: يا هؤلاء، حُذِفَ حرفُ النِّداء، كما في قوله تعالى: {يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا} يوسف: ٢٩.
وقيل: {هَؤُلَاءِ} تابعٌ لـ {أَنْتُمْ} كالنَّعت والتَّأكيد له.
وقوله: {تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ}؛ أي: أهل ملتكم.
وقوله تعالى: {وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ}؛ أي: نقضًا للعهد.
(١) في (ف): "في".
(٢) قوله: "وأنهم نقضوه" ليس في (أ). وروى الطبري في "تفسيره" (٢/ ٢٠٣)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (١/ ١٦٣) (٨٥٥) من طريق الربيع عن أبي العالية: {ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ} يقول: أقررتم بهذا الميثاق وأنتم شهود.
(٣) قوله: "يا موسى" ليس في (أ).