والكسائيُّ: {أُسَارَى تُفَادُوهُمْ} بالألف فيهما، وقرأ حمزةُ: {أَسْرى تَفْدُوهم} بغير الألف فيهما (١).
والأَسْرى جمعُ أسير، كالجَرحى جمعُ جريح، والمرضى جمعُ مريض، والأُسارى جمعُ الأسرى، كالسُّكارى جمعُ السَّكرى. والأسيرُ: هو المأخوذُ قهرًا، وأصلُ الأسر: الشَّدُّ، ومَن أُخِذَ قهرًا شُدَّ غالبًا، فسّمِّيَ المأخوذ أسيرًا، وإن لم يشدّ، والإسَارُ: ما يُشَدُّ به الأسيرُ.
وقال أبو عمرو: الأُسارى: الذين هم في الوَثاق، والأسرى: الذين هم في اليد، وإن لم يكونوا في الوَثاق (٢).
وقوله تعالى: {تَفدُوهُمْ}؛ أي: تُعطوا فداءَهم، وتشتروهم به للتخليص، والمفاداةُ مفاعلةٌ منه، والفداءُ يَقعُ بين الفادي والأسير، والمفاداةُ تجري بين الفادي وبين قابلِ الفداء.
وقال أبو معاذ (٣): المفاداة: المماكسةُ في الفداء بينهما (٤).
وقوله تعالى: {وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ} فيه ثلاثةُ أوجه:
أحدها: أنَّ قولَه: {وَهُوَ} (٥) إشارةٌ إلى الإخراج، ثمَّ أُعيدَ ذكرُه صريحًا توكيدًا.
(١) انظر: "السبعة" (ص: ١٦٣)، و"التيسير" (ص: ٧٤).
(٢) انظر قول أبي عمرو في "النكت والعيون" للماوردي (١/ ١٥٥).
(٣) هو الفضل بن خالد النحويُّ المروزيُّ، مولى باهلة، له كتاب في القراءات، أكثر عنه الأزهري في "التهذيب"، وذكره ابن حبان في "الثقات" توفي سنة (٢١٠ هـ). "إنباه الرواة" للقفطي (٤/ ١٨٥)، و"بغية الوعاة" للسيوطي (٢/ ٢٤٥).
(٤) انظر: "تهذيب اللغة" للأزهري (١٤/ ٢٠٠) (مادة: فدى).
(٥) بعدها في (ر): "فيه".