ويعقوب (١) وعاصمٌ في رواية أبي بكرٍ وحمَّادٍ (٢) بالياء على المغايبة (٣)، بناءً على قوله: {يردون} (٤)، وقرأ الباقون بالتَّاء على المخاطبةِ بناء على قوله: {ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ}.
* * *
(٨٦) - {أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ}.
وقوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ}؛ أي: بالحياةِ الآخرة، وقد مرَّ تفسيره في قوله تعالى: {اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى} البقرة: ١٦، وقوله تعالى: {وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا} البقرة: ٤١، ومعناه هاهنا: أَخَذوا قليلَ الدُّنيا بدلًا عن كثيرِ الآخرة.
وقوله تعالى: {فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ}؛ أي: لا يُهَوَّن.
وقوله تعالى: {وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ}؛ أي: لا يعانون يومئذٍ.
وقيل: أي: لا يمنَعون مِن العذاب.
وقيل: أي: ولا يكونون (٥) لهم نَصَرةً في الدُّنيا؛ لأنَّ المبطِلَ وإن غَلَبَ صورةً، فهو مخذولٌ حقيقةً.
(١) "وخلف ويعقوب" ليس في (أ).
(٢) "وحماد" ليس في (أ).
(٣) انظر: "السبعة" (ص: ١٦١)، و"التيسير" (ص: ٧٤)، و"جامع البيان" (ص: ٤٠٣)، و"النشر" (٢/ ٢١٨). ورواية حماد عن عاصم غير متواترة.
(٤) في (ر): "تردون".
(٥) في (أ): "ولا يكون".