وقيل: أي: على عهده، ومعناه: في أيَّامه، وهو مستعملٌ في العهد، وهذه الكلمةُ في معناه.
وقيل: أي: علَّمَتهُ الشياطينُ على قصد إزالة مُلْك سليمان، و {عَلَى} تُستَعملُ لذلك (١).
وقيل: أي: على إثر ذهابِ ملك سليمان؛ أي (٢): فعلوا ذلك بعدَ موتِه.
وقيل: أي: على ما كذبت الشياطين على سليمان، و"على" (٣) إذا وُصِلَت بالقولِ يُرادُ به الكذب، قال اللَّه تعالى: {وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ} آل عمران: ٧٥، وقال: {وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} البقرة: ١٦٩، وإذا قيل: تلا عنه؛ فهو للصِّدق، وإذا قيل: تلا عليه؛ فهو للكذب.
وقوله تعالى: {وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ} أي: ما سَحَرَ سليمان، وهو نفيٌ؛ إذ (٤) لم يكفر؛ لأنَّه لم يَسْحَر (٥).
وقوله تعالى: {وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا} أي: سَحَروا فكفروا به.
وقال الإمام أبو منصور رحمه اللَّه: القولُ بأنَّ السِّحرَ كفرٌ على الإطلاق خطأٌ، ويجبُ البحث عن حقيقته، فإن كان في ذلك ردُّ ما لَزِم في شرط الإيمان؛ فهو كفرٌ، وإلَّا فلا.
ثمَّ السِّحرُ الذي هو كفرٌ يُقتَل عليه الذُّكور لا الإناث، والذي ليس بكفرٍ، وفيه
(١) في (ر): "كذلك".
(٢) في (ف): "ما" بدل: "أي"، وفي (ر): "أي: ما".
(٣) في (ر): "ولفظة على".
(٤) في (أ): "أي".
(٥) في (أ): "يسخر".