وقيل: لبيان ذلك الشَّتمِ وجهان:
أحدهما: أنَّهم كانوا يريدون به: راعينا، على اختلاس الياء، وهي نسبتُه إلى أنَّه من الرعاة، فإنَّهم كانوا يقولون للعرب: إنَّهم (١) عالةٌ رِعاءُ غنمٍ، فكأنَّهم قالوا: أنت راعينا.
والثاني: أنَّهم أرادوا بذلك: راعنًا؛ أي: فاعلًا من الرُّعونة؛ أي: جاهلًا (٢)، ويجوز (٣) ذلك.
وفي قراءة الحسن البصريِّ: (رَاعِنًا) بالتنوين؛ وهي قراءةُ حفصة (٤).
وقيل في تفسير (رَاعِنًا) بالتَّنوين: أي: لا تقولوا قولًا راعِنًا؛ أي: سفهًا وجهلًا وحُمقًا.
والأرعنُ: الأهوج الأحمق، وقد رَعُنَ يَرْعُنُ رعونةً، مِن حد: شَرُف. والرَّعْنُ: الأنفُ النَّادِرُ مِن الجبلِ، الخارجُ عنه، والرَّعناء: المرأةُ المتبرِّجة، وجيشٌ أرعن: له فضول كرُعونِ الجبال، ورجلٌ أرعنُ: مُستَرخٍ، وَرَعَنَتْهُ الشَّمس؛ إذا آلَمَتْ دماغَهُ، قال الشاعر:
كأنَّه مِن أُوَارِ الشَّمْسِ مَرْعونُ (٥)
(١) بعدها في (أ): "كانوا".
(٢) في (أ): "يا جاهلًا".
(٣) في (أ) و (ر): "ونحو".
(٤) في (ر): "حفص"! والقراءة ذكرها ابن خالويه في "مختصره" (ص: ١٦)، والثعلبي في "تفسيره" (١/ ٢٥٢) وغيرهما عن الحسن، وزاد ابن عطية في "المحرر الوجيز" (١/ ١٨٩) نسبتها لابن أبي ليلى وابن محيصن وأبي حيوة، ولم أقف عليها عن حفصة.
(٥) هو في "العين" للخليل (٢/ ١١٨)، (٤/ ٣٢)، و"جمهرة اللغة" (٢/ ٧٧٣)، و"تهذيب اللغة" =