فيمَ يخْتَصم الْمَلأ الْأَعْلَى فَقَالَ لَا أَدْرِي فَوضع كَفه بَين كَتِفي إِلَى أَن ذكر فَعلمت مَا بَين السَّمَاء وَالْأَرْض ثمَّ قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام
فَقَالَ لي فيمَ يخْتَصم الْمَلأ الْأَعْلَى قلت لَا أَدْرِي بعد قَوْله فَعلمت مَا بَين السَّمَاء وَالْأَرْض فَوجه ذَلِك مَا ورد فِي الْقُرْآن الْكَرِيم من قَوْله عز وَجل
{يَوْم يجمع الله الرُّسُل فَيَقُول مَاذَا أجبتم قَالُوا لَا علم لنا إِنَّك أَنْت علام الغيوب}
فَيكون ذَلِك مِنْهُ أَو مِنْهُم على ترك التعالم عَلَيْهِ وَأَن يكون مُسْتَعْملا للأدب بِحَضْرَة من هُوَ أعلم مِنْهُ لِأَن الْوَاجِب من عَادَة ذَلِك حِين لَا يَدعِي الْعلم عِنْد من هُوَ أعلم مِنْهُ بِهِ وَعند من علمه ذَلِك الْعلم
وَيحْتَمل أَن يكون قد علم مَا بَين الْمشرق وَالْمغْرب بِأَن أرِي ذَلِك كَمَا رُوِيَ فِي الْخَبَر أَنه قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
زويت لي الأَرْض فَأريت مشارقها وَمَغَارِبهَا
وَلَيْسَ ذَلِك مِمَّا يتَعَلَّق بِالْعلمِ بِأَحْكَام الْعِبَادَات وَمَا عَلَيْهَا من وُجُوه الثَّوَاب والكرامات جَزَاء على الطَّاعَات وَهُوَ الَّذِي كشف عَنهُ عز ذكره لَهُ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام بَعْدَمَا قَالَ لَا أَدْرِي
وَإِن حمل على ذَلِك لم يتناقض الْكَلَام وَصَحَّ الْجمع بَينهمَا على التَّرْتِيب الَّذِي رتبناه