مُوسَى الْغَضبُ}. وكِلَا المَعْنيَينِ يَلِيقُ بِحَدِيث عَبْدِ اللهِ بنِ جَابِرٍ.
- و"الاسْتِرْجَاعُ" يَكُوْنُ بِمَعْنَيَينِ، أَحَدُهُمَا يَكُوْنُ بِمَعْنَى قوْلِهِ تَعَالى (١): {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيهِ رَجِعُونَ}. والثَّانِي: تَرْدِيدُ الكَلَامِ مَرَّة بَعْدَ مَرَّةٍ عَلَى وَجْهِ التَّلَهُّفِ.
- و قوْلُهُ: "دَعْهُنَّ فَإذَا وَجَبَ فَلَا تَبكيَنَّ بَاكِيَةٌ". يُقَالُ: وَجَبَ الرَّجُلُ وُجُوْبًا وَجِبَةً إِذَا مَاتَ، وَهُوَ مُشْتَقٌّ مِنْ وَجَبَ الحَائِطُ: إِذَا سَقَطَ، والشَّمْسُ: إِذَا غَابَتا، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالى (٢): (فَإِذَا وَجَبَت جُنُوُبهَا}.
- وَقَوْلُهَا: "واللهِ إِنْ كُنْتُ لأَرْجُو". "إِنْ" هَهُنَا مُخَفَّفَةٌ مِنَ الثَّقِيلَةِ عِنْدَ سِيبَوَيهِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ مِثْلُهَا.
-وَقَوْلُهَا: "جَهَازَكِ" يُقَالُ: جِهَازٌ -بِكَسْرِ الجِيمِ وفَتْحِهَا-: وهُوَ مَا يَتَجَهَّزُ بِهِ الرَّجُلُ وَيَسْتَعِدُّ لَهُ لِسَفَرٍ.
- وَ قَوْلُهُ: "المَطْعُوْنُ شَهِيدٌ". المَطْعُوْنُ الَّذِي يُصِيبُهُ الطَّاعُوْنُ، وفِعْلُهُ طُعِنَ الرَّجُلُ، وَيُقَالُ: طُعَنِ في نَيطِهِ (٣): إِذَا مَاتَ.
- وَ قَوْلَهُ: "وصَاحِبِ ذَاتِ الجَنْبِ". ذَاتُ الجَنْبِ: الشَّوْصَةُ، ويُقَالُ: إِنَّهَا في الجَانِبِ الآخَرِ مِنْ مَوْضِعِ الشَّوْصَة (٤)، يُقَالُ مِنْهُ: رَجُل جَنِبٌ -بِكَسْرِ النُّوْنِ- ومَجْنُوْبٌ.
(١) سورة البقرة، الآية: ١٥٦.
(٢) سورة الحج، الآية: ٣٦.
(٣) في اللِّسان (نيط): " ... وقيل: النَّيطُ: نِيَاطُ القَلْبِ، وهو العِرْقُ الَّذي القَلْبُ مُتَعَلِّقٌ بِهِ" والنَّيطُ: الموتُ، وطُعِنَ في نَيطِهِ أي في جَنَازَتهِ إِذَا ماتَ.
(٤) الشَّوصَةُ: وَجَعٌ في البَطْنِ أَوْ رَيحٌ تَعْتَقِبُ في الأضْلَاعُ أَوْ وَرَمٌ في حِجَابِهَا من داخلٍ.