فَلَمَّا جَلاهَا بالأيَّامِ تَحَيَّزَتْ ... ثُبَاتٍ عَلَينَا دلُّهَا واكْتِئَابُهَا
وَصَفَ رَجُلًا أَرَادَ أَنْ يَشْتَارَ عَسَلًا فَطَرَدَ النَّحْلَ بالأيَّامِ، وهُوَ الدُّخَانُ.
والثباتُ: الجَمَاعَاتُ في تَفْرِقَةٍ، وَاحِدُهَا: ثُبَةٌ، وتَحَيَّزَتْ: مَالتْ وانْفَرَدَتْ.
- أهْلُ الحِجَازِ تَقُوْلُ: الجَلِيلُ، وَهُوَ شَجَرٌ، وغَيرُهُم يَقُوْلُوْنَ: ثُمَامٌ، وَلَا تكادُ تُوْجَدُ ثُمَامَةٌ مُفْرَدَةٌ إِلَّا نَابِتةٌ مَعَ أَخْرَى (١):
لَا قُوَّتي قُوَّة الرَّاعي قَلائِصَهُ ... يَأْوي فَيَأوي إِلَيهَا الكَلْبُ والرَّبَعُ
وَلَا العَسِيفُ الَّذِي يَشْتَدُّ عُقْبَتُهُ ... حَتَّى يَبِيتُ وَبَاقِي نعْلِهِ قِطَعُ
لَا يَحْمِلُ العَبْدُ فِينَا فَوْقَ طَاقَتِهِ ... وَنَحْنُ نَحْمِلُ مَا لَا يَحْمِلُ القِلَعُ
- المِشْطَةُ المَيلاءُ، قَال:
(١) الأبياتُ الثَّلاثة ومَعَهَا رابعٌ وهو:
مِنَّا الأناةُ وبَعْضُ القَوْمِ يَحْسَبُنَا ... أنَّا بِطَاءٌ وَفِي إِبْطَائِنَا سُرُعُ
لِوَضَّاح اليَمَن، واسمُهُ عبدُ الرَّحْمن بنُ إسماعيل بن عبدِ كلالِ بنِ ادذ بن أبي، ولُقِّبَ "وَضَّاح" لجَمَالِهِ وبَهَائِهِ، فيظهرُ أنه كان من أَبْنَاء الفُرْسِ الذين دَخَلُوا اليَمَن، وكان شَاعرا ظَرِيفًا أُمويًّا. يُقَالُ: إن الوَليدَ بنَ عَبْدِ المَلِكِ قَتَلَهُ؛ لأنَّ زوْجَتَهُ أمَ البنينِ كانت تَعْشَقَه؟ ! . يُراجع: أسماء المُغتالين من الشُّعراء (٢٧٣)، والأغاني (٦/ ٢٠٩). وجمع شعره ودرسه الدكتور رضا الحبيب السُّويسي ونشره سنة (١٣٩٤ هـ) في منشورات جامعة طرابلس - كلية التَّربية. ولم تَرِدْ هذ المقطوعة في مجموع شعره المذكور؟ ! وهي في حماسة أبي تمام (١٨١) "رواية الجواليقي" والحيوان للجاحظ (١/ ٢٦٥)، ويراجع "شروح الحماسة" واستشهد الخوارزمي الملقب صدر الأفاضل بالبيت الأول في كتابه التخمير شرح المفضل (١/ ١٥١، ٣/ ١٠٧، ١١٤)، وشرحه لسقط الزند "شروح سقط الزند" (١/ ٢٠٦) , كما استشهد به في شرحه على المقامات الحريرية المسمى بـ "التَّوضيح".